khaledfox2009

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

انا احب معلومات وثقافة


    فضل شعبان وضرورة دوام الالتجاء لله‏

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 521
    تاريخ التسجيل : 24/05/2009

    فضل شعبان وضرورة دوام الالتجاء لله‏ Empty فضل شعبان وضرورة دوام الالتجاء لله‏

    مُساهمة  Admin الأربعاء يوليو 22, 2009 7:31 am

    [center]


    خطبة لفضيلة الدكتور/ محمد سعيد رمضان البوطي


    فضل شعبان وضرورة دوام الالتجاء لله
    فضل شعبان وضرورة دوام الالتجاء لله‏ Ramadan%20albouti


    د. محمد رمضان البوطي




    الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدًا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيرًا ونذيرًا، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد‏؛‏ صلاة وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم- أيها المسلمون- ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى‏.‏
    أما بعد، فيا عباد الله‏:‏
    إن فاتني أن أحدثكم في الوقت المناسب عن فضيلة ليلة النصف من شعبان، فإنه لم يفتني أن أحدثكم عن فضيلة هذا الشهر كله، فبِقطع النظر عن ليلة النصف من شعبان، شعبان كله شهر متميز من أشهر العام، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحفل به بعد شهر رمضان كما لم يكن يحفل بأي شهر من شهور العام، هذا الشهر هو الشهر الذي ترتفع فيه الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى كما قال عليه الصلاة والسلام، هو الشهر الذي يرحم الله- عز وجل- فيه المسترحمين، ويغفر لعباده المستغفرين، هذا الشهر شهر يعتق الله سبحانه وتعالى فيه أعدادًا لا تحصى.. لا يحصيها إلا الله- عز وجل- من النار، ولقد روى أسامة بن زيد عن رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه سأله قائلاً‏:‏ يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من شهور العام كما تصوم من شهر شعبان، فقال عليه الصلاة والسلام "‏ذلك شهر يغفل عنه كثير من الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترتفع فيه الأعمال إلى الله- عز وجل-، فأحب أن يرتفع عملي إلى الله وأنا صائم"‏، أخرجه النسائي، وروى البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت‏:‏ "‏ما من شهر أكثر صيامًا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- منه في شهر شعبان"‏ والسبب ما قد ذكره رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآخر الذي رواه أسامة بن زيد‏.‏
    وروى البيهقي بإسناد جيد كما قال عن عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت‏:‏ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فصلى وسجد وأطال السجود حتى ظننت أنه قد قُبض، فلما رأيت ذلك قمت وحركت أنمله فتحرك، فرجعت فسمعته يقول في سجوده‏:‏ "‏اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"، فلما سلم قال لي: "يا عائشة:‏ أظننت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خاس بك‏؟"‏ قلت لا والله يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قد قبضت- أي لطول سجوده وعدم تحركه- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ "أتعلمين أي ليلة هذه‏؟‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ إنها ليلة النصف من شعبان، يطلع الله عز وجل فيها على عباده فيقول‏:‏ ألا هل من مستغفر فأغفر له، ألا هل من سائل فأعطيه، ألا هل من داع فأستجيب له، ويؤخر أهل الأحقاد كما هم"،‏ والأحاديث التي وردت في فضل شعبان عمومًا، وليلة النصف من شعبان جزء من ليالي هذا الشهر المبارك كثيرة، وهي في جملتها صحيحة وقوية لا يلحقها الريب‏.‏
    ينبغي أن نعلم أيها الإخوة أن عبوديتنا لله عز وجل لا تظهر وتختفي، عبوديتنا لله عز وجل هوية دائمة لا تتحول قط، ومن ثم فينبغي أن تكون عبادتنا لله عز وجل دائمة مستمرة، والعبادة تتنوع لكن أول أنواع العبادات وأقدسها الدعاء الضارع، التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء الضارع، الدعاء الضارع دائمًا، لا الدعاء الضارع عندما تطوف بالإنسان مصائب ورزايا ونوائب، الإنسان ما دام عبدًا لله فهو في كل لحظة بحاجة إلى عناية الله، ومن ثم فهو بحاجة في كل لحظة إلى أن يمد يد الافتقار والمسألة إلى الله ‏﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ‏﴾‏ ‏(‏غافر‏:‏ ‏14‏)‏ هذا كلام الله سبحانه وتعالى، وما ينبغي للإنسان أن يكون كما قال الله عز وجل ‏﴿وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ﴾ ‏‏(‏الحج‏:‏ ‏11‏) ما ينبغي أن يكون أحدنا في حالة يذكر الله، وفي حالة أخرى يتيه عن الله عز وجل، نحن في كل الأحوال عبيد الله عز وجل، ومصيرنا في كل الأحوال معلق على كرم الله سبحانه وتعالى ولطفه وإحسانه‏.‏
    إذن، في كل لحظة أنت بحاجة إلى أن تسأل الله عز وجل، إن لم تسأله لنفسك فاسأله لإخوانك، ادع الله عز وجل لإخوتك الذين تنظر وتسمع أنباء المصائب التي تتهاوى عليهم، ولله عز وجل في كل شيء حكمة، ترى هل يطبق المسلمون معنى كلام رسول الله‏:‏ ‏(‏المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى‏)، هل يشتكي العالم الإسلامي كله ويئن كما يئن المسلمون في أفغانستان وفي فلسطين، أم أننا نسرح ونمرح ونأكل ونلهو وننام ملء أعيننا ولا يهمنا هذا الأمر بشكل من الأشكال، أو يهمنا بقدر الحديث تعليقًا عن هذا الأمر تسلية وإزجاءً للوقت، هذه الأمور أيها الإخوة ينبغي أن نكون على بينة منها، لاسيما في هذا الشهر المبارك، ونحن على يقين أن أقوى سلاح ماضٍ يستعمله عباد الله المؤمنون لاستنزال النصر عن الله عز وجل هو سلاح الالتجاء إلى الله، وسلاح الدعاء الدائم والدائب على أبواب الله سبحانه وتعالى بعد التوبة وبعد الإنابة والإخلاص.
    كما قال عز وجل‏:‏ ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ‏﴾‏ (‏غافر‏:‏ ‏‏14‏)،‏ والله عز وجل وعد، ولاشك أن وعده منفذ، وصدق الله القائل ‏﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطانًا وَمَأْواهُمُ النّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظّالِمِينَ‏﴾ (‏آل عمران‏:‏ 151‏)،‏ هذا وعد من الله عز وجل ووعده نافذ، ولكن الله عز وجل يريد أن يسمع من عباده الضراعة، يريد أن يسمع من عباده حديث الشكوى، يريد أن يسمع من عباده ما يدل على ذلِّ عبوديتهم له عز وجل، ويريد من عباده قبل ذلك أن يتوبوا وأن يؤوبوا، وأن يصلحوا ما بينهم، وأن يصلحوا ما بينهم وبين مولاهم وخالقهم عز وجل، أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يرزقنا صدق التوبة والإنابة، وأن يعيدنا إلى رحابه، وأن يجعلنا ممن يلتصق بأعتاب كرمه وجوده داعين متضرعين، ملتجئين بانكسار‏.‏
    أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم‏، وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.‏
    [/center]

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت يونيو 29, 2024 11:47 pm